الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة فيلم "مليون زيتونة... وزيتونة" يكشف: هكذا تسبب مستثمر فلاحي كبير في تدمير حياة عشرات الفلاحين الصغار بمنزل بوزيان

نشر في  28 ديسمبر 2019  (19:04)

كشف فيلم "مليون زيتونة... وزيتونة"، وهو شريط وثائقي من انجاز جمعية "نحو فلاحة سيادية" واخراج الشابين سامي نصري و اسامة حمدي كيف ألحق مستثمر فلاحي كبير أضرارا اجتماعية واقتصادية بعدد من الفلاحين الصغار بمنزل بوزيان وتحديدا ببئر العرعارية من ولاية سيدي بوزيد.

وينقل الشريط شهادات عدد من الفلاحين من متساكني الجهة الذين كسدت فلاحتهم ونشفت آبارهم جراء المشروع الفلاحي الضخم الذي تمّ بعثه على الاراضي المحاذية لاراضيهم. فقد اكترى مستثمر -من كبار المستثمرين المعروفين في مجال الزيتون- 1100 هكتار من الاراضي الدولية لغراسة مليون زيتونة من النوع السقوي مما تسبب في استنزاف الطبقة المائية واحالة عشرات الفلاحين الصغار على البطالة بعد ان نشفت آبارهم وفقدوا مصدر رزقهم.

وقد أبرز الشريط مفارقة سوء التدبير: بين من يملك الدعم والتسهيلات وبالتالي تزدهر فلاحته وبين من يفتقرون الى أبسط المستلزمات والاعتمادات وبالتالي يكسد واقعهم، تفصلهم فقط أمتار قليلة من حواجز قصر النظر والكيل بمكيالين.

ويطرح الفيلم عدة اشكاليات منها دور الدولة في الإحاطة بالفلاحين وتوجيه الدعم الى كبار المستثمرين على حساب الآلاف من الفلاحين الصغار الذين يقتاتون بالكاد من أراضيهم مما يثير مسائل السيادة الغذائية والسلم الاجتماعية وتهميش المواطنين فضلا عن اضرار الزراعات المكثفة والتفقير المائي.

وهي إشكاليات تكشف عجز الدولة عن حماية الموازنات الكبرى وقصر نظرها في علاقة بانتهاج خيارات فلاحية ناجعة تأخذ بعين الاعتبار العامل الاجتماعي للفلاحين الى جانب المحافظة على الأرض والموارد المائية، وهو ما أكدّه الفيلم بشكل واضح: دولة تقف الى جانب المستثمرين الكبار وتستهدف ضعفاء الحال، دولة تفكر في الربح السريع وفي التفاخر بالمشاريع الكبرى ولا تهتم بالكادحين ممن اختاروا التشبث بأراضيهم ولو كانت فوائضها زهيدة ولا تفي بالحاجة. 

عُرض فيلم "مليون زيتونة... و زيتونة" ضمن فعاليات اللقاء الاقليمي حول السيادة الغذائية تحت شعار "السيادة الغذائية في شمال افريقيا، العمل من أجل المستقبل" في قاعة دار الثقافة ابن خلدون المغاربية بتونس العاصمة.

شيراز بن مراد